بقلم : نورالدين عثمان

هذا هو شكل غلاف رواية “المغتصبة” للكاتب والروائي المثير للجدل للصديق عبد العزيز العبدي، وهو بالمناسبة ينحدر من جماعة زومي إقليم وزان.
الرواية تتناول عدة قضايا مجتمعية بمنطقة زومي خصوصا وقبيلة بني مسارة وإقليم وزان عموما، الرواية تنطلق من فترة دخول القنب الهندي ” الكيف ” إلى المنطقة، وتأثير ذلك على الحياة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية للمنطقة وترصد بدقة التحولات المختلفة التي كانت المنطقة مسرحا لها منذ تلك المرحلة إلى اليوم.
وفي علاقة بهذه التحولات تفرد الرواية مساحة كبيرة إلى قصة فاطمة المسارية التي توفيت حرقا بالنزين وهي مقيدة ومربوطة بشجرة وسط المنزل، وهي جريمة مروعة ووحشية ارتكبها شباب مجرمين منتصف تسعينيات القرن الماضي وتمت حمايتهم من طرف لوبي الفساد والنفوذ والسياسة، فالرواية تعود إلى نبش تفاصيل هذه القصة المأساوية في قالب فني وروائي تتخطى التأريخ الجامد والحرفي لهذه المأساة، حيث يطلق الكاتب خياله للغور في الأسباب العميقة لمثل هذه الجرائم التي تحضى أحيانا بدعم من المجتمع عبر التواطؤ والصمت.
الكاتب يسعى من خلال هذه الرواية إلى إعادة تسليط الضوء على هذه القصة الحزينة التي تقاوم النسيان وترفض الظلم والصمت عليه، والأهم هو تخليد هذه المأساة في محاولة ألا تتكرر مرة أخرى .
الرواية تحاول أن تخوص في تلك الأسباب الثقافية التي تحول جمال المرأة من نعمة إلى نقمة عليها، وتحاول تسليط الضوء على تلك اللوبيات المتشعبة التي تستغل المال والسلطة والنفوذ والمنصب السياسي لإفتراس النساء، وهو الأمر الذي مزال مستمرا إلى اليوم للأسف.
وجدت نفسي جزء من هذه القصة والرواية رغما عني، وعندما كنت أبحث في تفاصيل القصة الحزينة وتدوين الكلمات الأولى منها، لم أكن أتصور حجم التفاعل معها الذي فاق كل التصورات، وكانت كل أمنيتي أن يلتقطها روائي أو مخرج سينمائي أو مسرحي حتى تتحول إلى عمل فني يخلد هذه القصة تتدوالها الأجيال القادمة، لكن صديقي الجميل سي عبد العزيز العبدي كان وفيا مخلصا كعادته، وقرر أخذ المبادرة اكراما لروح فاطمة المسارية وزوجها.
لم اقرأ كل فصول الرواية لحد الآن، لأنها مزالت في مرحلة التنقيح والطبع، لكنني اطلعت على بعض فصولها، ودون مبالغة فإنني أعتقد أنها رواية لتاريخ والأجمل والأروع على الإطلاق رغم طابعها المأساوي ،وأنا متأكد أنها ستحقق شهرة عالمية، ويكفي التذكير أنني تلقيت عشرات الإتصالات من خارج المغرب تسأل عن تاريخ توزيع الرواية.
كل الحب والتقدير والاحترام للصديق العزيز سي عبد العزيز العبدي الروائي المقتدر والمدون المشاكس