صدى وزان/

في الأسابيع الأخيرة، شهد المركز الصحي المسيرة ( المحطة) في مدينة وزان حالة من الارتباك والغضب بين المواطنين بسبب عدم توفر اللقاحات الأساسية للأطفال. هذا الوضع أثار موجة من القلق والخوف لدى الآباء والأمهات الذين يرون في ذلك تهديداً لصحة أطفالهم وحياتهم، حيث باتوا عاجزين عن حماية أبنائهم من أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة عبر التلقيح.

التوافد اليومي للعائلات إلى المركز الصحي أملاً في الحصول على اللقاح بات مشهداً متكرراً، لكنه ينتهي بخيبة أمل بعد إبلاغهم بعدم توفر الجرعات. هذه الأزمة لم تخلق فقط حالة من الإحباط، بل دفعت المواطنين إلى التشكيك في قدرة المنظومة الصحية على تلبية أبسط احتياجاتهم، خاصة وأن توفير اللقاحات للأطفال يعتبر من أساسيات الرعاية الصحية في أي مجتمع.

غياب اللقاحات في المركز الصحي لا يعكس فقط خللاً في إدارة الموارد الصحية، بل يطرح أسئلة جوهرية حول كفاءة وزارة الصحة والتزامها بضمان صحة المواطنين. كيف يمكن تفسير هذا النقص؟ وهل يعقل أن تواجه وزارة الصحة، التي تدير منظومة وطنية متكاملة، هذا النوع من الأزمات؟ هذه الأسئلة أصبحت محور حديث الناس، حيث عبّر العديد منهم عن استيائهم من غياب الشفافية والتواصل من الجهات المسؤولة.

هذا الوضع الخطير يحمل في طياته مخاوف أكبر من انتشار أمراض معدية كان يمكن تفاديها بسهولة عبر التلقيح في الوقت المناسب. فالخوف من تعرّض الأطفال للأمراض بات هاجساً يومياً يؤرق الأسر. 

ومع تزايد هذه المخاوف، تعالت الأصوات المطالبة بتدخل فوري وعاجل من وزارة الصحة لتوفير اللقاحات وضمان انتظامها في جميع المراكز الصحية، بما فيها المراكز الصحية بوزان.

إن استمرار هذا الوضع لا يهدد فقط صحة الأطفال، بل يضرب الثقة في المنظومة الصحية ككل. الحل يتطلب قرارات جريئة وسريعة، تبدأ بضمان توفير اللقاحات بشكل منتظم ومعالجة أوجه القصور في توزيعها.

كما أن المحاسبة والمساءلة أصبحت ضرورة لضمان عدم تكرار هذه الأزمة مستقبلاً، لأن صحة المواطنين، وخصوصاً الأطفال، يجب أن تبقى دائماً في صلب الأولويات الوطنية.