رغم مرور أكثر من ستة أشهر على تدشين مركز الاستقبال بوزان، الذي طال انتظاره من قبل المجتمع المدني، لا تزال أبوابه مغلقة دون مبررات واضحة. هذا المركز، الذي كان من المفترض أن يسد فجوة كبيرة في احتياجات الجمعيات المحلية من خلال توفير فضاء لاستقبال الضيوف وتسهيل الأنشطة المدنية، يواجه تعطيلاً غير مفهوم، مما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط المدنية.

التدشين الذي أشرف عليه عامل إقليم وزان صيف العام الماضي، جاء كخطوة منتظرة لتتويج جهود سنوات من الترافع حول أهمية المشروع. ورغم الإعلان عن جاهزية المركز وبدء تقديم خدماته، إلا أن الواقع يعكس عكس ذلك، حيث لا تزال الجمعيات المنتظرة للاستفادة منه تواجه وضعًا غامضًا. ورغم تعيين إطار إداري للإشراف على المركز من قبل وزارة الشباب والثقافة والاتصال، إلا أن هذه الخطوة لم تثمر عن أي تغيير ملموس.

وحسب مصدر من مديرية الثقافة – قطاع الشباب بوزان، فإن التأخير في انطلاق خدمات المركز يعود إلى بعض الإصلاحات الجارية على مستوى مطبخ المركز، بهدف ضمان جاهزيته التامة لاستقبال المرتفقين وتقديم خدمات تلبي المعايير المطلوبة. وأضاف المصدر أن العمل جارٍ لاستكمال هذه الإصلاحات في أقرب وقت ممكن لتفعيل المركز.

في ظل هذا الوضع، ارتفعت أصوات من داخل المجتمع المدني تدعو إلى تسريع إطلاق خدمات المركز، مشيرة إلى أن استمرار إغلاقه يعكس سوء إدارة للموارد ويعرقل تطور العمل الجمعوي المحلي. هذه الدعوات تضمنت أيضًا المطالبة بعقد لقاء تواصلي مع الجهات الوصية لتوضيح أسباب التأخير ووضع جدول زمني واضح لتفعيل المركز، مع تقديم شرح شامل للمرافق والخدمات التي يُفترض أن يقدمها، بما يضمن الشفافية والحق في الحصول على المعلومات.

يُذكر أن المشروع انطلق بداية سنة 2020، في إطار شراكة بين مجلس جماعة وزان ووزارة الشباب، وبتمويل من مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ووكالة تنمية أقاليم الشمال. ورغم الظروف الاستثنائية المرتبطة بجائحة كورونا التي أثرت على وتيرة الإنجاز، إلا أن تأخر تشغيل المركز بعد استكماله يثير علامات استفهام حول جدية الالتزام بالآجال الزمنية المحددة.

وفي انتظار أن يتم فتح أبواب المركز أمام المرتفقين، يبقى الأمل معقودًا على تحرك الجهات المسؤولة لوضع حد لهذا التعطيل وضمان تحقيق أهداف المشروع، بما يعزز دور المجتمع المدني ويدعم تنمية الإقليم.