انطلقت أمس، الخميس 24 يوليوز 2025، فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان السوسيوثقافي لمقريصات، والتي تستمر حتى 27 يوليوز الجاري بمركز جماعة مقريصات بإقليم وزان. يأتي تنظيم هذا المهرجان، الذي تشرف عليه جمعية أجيال للتنمية بمقريصات بشراكة مع قطاع الثقافة ومجلس جماعة مقريصات، وبدعم من عمالة إقليم وزان، ووزارة الثقافة والشباب والاتصال، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومجلس إقليم وزان، ووكالة تنمية أقاليم الشمال، والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، في سياق الاحتفالات الوطنية بذكرى عيد العرش المجيد، ليقدم منصة فريدة لإبراز التنوع والغنى الذي يميز الموروث الثقافي للمنطقة.

يهدف المهرجان في نسخته التاسعة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف النبيلة التي تصب في خدمة التنمية المحلية الشاملة. في مقدمتها، تثمين التقاليد المحلية والموروث الثقافي للمنطقة من خلال تسليط الضوء على العادات والتقاليد الأصيلة التي تميز مقريصات. كما يسعى المهرجان إلى تشجيع التعاونيات الفلاحية والحرفية، ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وذلك عبر توفير فضاء لعرض وتسويق منتجاتها، مما يساهم في تحسين دخل الفئات المستهدفة.

ولإيمان المنظمين بأهمية الشباب والأطفال في بناء المستقبل، يولي المهرجان اهتمامًا خاصًا لتحفيز مشاركتهم في الحياة الثقافية من خلال أنشطة وبرامج موجهة لهم. ويشكل المهرجان أيضًا فضاء للحوار وتبادل الرؤى حول قضايا التنمية المحلية، حيث يجمع الخبراء والمهتمين لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه المنطقة. وأخيرًا، يطمح المهرجان إلى تعزيز صورة مقريصات كمجال منفتح على محيطه الإقليمي والجهوي والوطني، مما يسهم في جذب الزوار والاستثمارات.

توتميز برمجة المهرجان بتنوعها وشموليتها، حيث تقدم أنشطة تلبي اهتمامات مختلف الفئات العمرية والاجتماعية. يبرز المعرض الإقليمي للمنتوجات المجالية كركيزة أساسية، حيث يضم منتجات التعاونيات المحلية كالعسل، وزيت الزيتون، والأعشاب الطبية والعطرية، بالإضافة إلى الصناعات التقليدية الأصيلة، وقد شهد المهرجان إقبالاً ملحوظاً منذ يومه الأول على هذا المعرض.

كما يتضمن المهرجان ندوات وعروض حول التنمية المحلية يؤطرها خبراء في المجال، وكرنفال تراثي يجوب شوارع مقريصات ليضفي لمسة من البهجة والاحتفال، بالإضافة إلى عروض فلكلورية يومية بمشاركة مجموعات الغيطة والتبوريدة التي تعكس غنى التراث الموسيقي للمنطقة. كما يقدم المهرجان قافلة طبية مجانية لتقديم الخدمات الصحية لساكنة المنطقة، وتكريم التلاميذ المتفوقين بمختلف الأسلاك التعليمية تشجيعًا لهم على مواصلة التميز.

وتُنظم صبحيات للأطفال وورشات توعوية وترفيهية لغرس القيم الإيجابية وتنمية مهاراتهم. ويشمل البرنامج دوري كرة القدم المصغرة، ودوري الكرة الحديدية، ومسابقة رماية الصحون الطائرة، والسباق على الطريق، لتشجيع الممارسة الرياضية. ويستمتع الجمهور بسهرات موسيقية يومية بمشاركة فنانين محليين وجهويين يقدمون الفن الجبلي، والشعبي، والأمازيغي، مما يضفي على ليالي المهرجان رونقًا خاصًا.

تدعو إدارة المهرجان عموم ساكنة جماعة مقريصات وزوارها من مختلف مناطق الإقليم والمناطق المجاورة، وكذا وسائل الإعلام، لحضور فعاليات هذه التظاهرة والمساهمة في إنجاحها. فالمهرجان ليس مجرد حدث عابر، بل هو فرصة للتلاقي والتعارف، والاحتفاء بالهوية الثقافية للمنطقة، ودعم جهود التنمية المحلية، في أجواء من الفرح والبهجة.