في ليلة كروية لن تُنسى من ليالي الكرة النسوية الأفريقية، نجحت لبؤات الأطلس، المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم النسوية، في كتابة فصل جديد من الإنجازات بتأهلهن إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية للسيدات 2024. هذا التأهل الدراماتيكي جاء بعد فوز مثير على منتخب غانا بركلات الترجيح، إثر انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1، في مواجهة حبست الأنفاس وأظهرت فيها اللاعبات المغربيات أعلى مستويات الإصرار والعزيمة.

المباراة، التي احتضنها الملعب الأولمبي بالرباط، انطلقت بندية كبيرة، حيث تمكن المنتخب الغاني من مباغتة لبؤات الأطلس بهدف مبكر في الدقيقة 26، ما وضع الفريق المغربي تحت ضغط كبير. ورغم هذا الهدف، لم تظهر اللاعبات المغربيات أي علامة على الاستسلام، بل واصلن القتال بشراسة، وسيطرن على مجريات اللعب بحثًا عن هدف التعديل. هذا الإصرار أثمر بالفعل عن هدف التعادل الثمين في الدقيقة 55، الذي أعاد المباراة إلى نقطة الصفر وأشعل مدرجات الملعب.

استمر التعادل الإيجابي بهدف لمثله حتى صافرة نهاية الوقت الأصلي، مما دفع باللقاء إلى أشواط إضافية مثيرة. في هذه الأشواط، تبادل الفريقان الهجمات، وسعت كلتا الفرقتين لحسم النتيجة، لكن الحذر الدفاعي حال دون ذلك، لتظل النتيجة على حالها، وينتقل الحسم إلى ركلات الترجيح. هنا، برزت شجاعة وتألق حارسة مرمى لبؤات الأطلس بشكل لا يصدق. مع كل ركلة ترجيحية، كانت التوترات تتصاعد، وكانت كل الجماهير المغربية تحبس أنفاسها. إلى أن جاءت الركلة الترجيحية الأخيرة لمنتخب غانا، التي كانت ستحدد مصير المباراة، فتقدمت لاعبة غانا لتنفيذها. لكن حارسة مرمى لبؤات الأطلس كانت لها كلمة أخرى، حيث تصدت للكرة ببراعة فائقة، لتعلن عن فوز تاريخي للمغرب وتأهل مستحق للنهائي.

هذا الإنجاز ليس مجرد فوز في مباراة؛ إنه تتويج لسنوات من العمل الجاد، والاستثمار في المواهب النسوية، وتطوير البنية التحتية لكرة القدم بالمغرب. لقد أثبتت لبؤات الأطلس أنهن قوة لا يستهان بها على الساحة الأفريقية، وأنهن قادرات على تحقيق المستحيل.

الآن، تتجه أنظار الجميع نحو المباراة النهائية المرتقبة، حيث ستواجه لبؤات الأطلس الفائز من المواجهة الأخرى في نصف النهائي بين نيجيريا وجنوب أفريقيا. الطموح كبير لتحقيق اللقب القاري وإضافة صفحة ذهبية جديدة في تاريخ كرة القدم المغربية، وتأكيد أن الحلم الأفريقي قد أصبح في متناول اليد.