في تدوينة أثارت تفاعلاً واسعًا، وجّه الدكتور طارق عبيبو، الأستاذ الجامعي والباحث في قضايا التعليم والثقافة، نقدًا لاذعًا لما اعتبره “انزلاقًا خطيرًا” في وظائف بعض المؤسسات الجامعية، محذرًا من تحوّل الفضاء الجامعي من مركز للعلم والبحث، إلى ساحة تروَّج فيها مظاهر سطحية لا تمتّ بصلة إلى القيم الأكاديمية.

الدكتور عبيبو عبّر عن أسفه لما وصفه بـ”تدهور رمزية الجامعة”، مشيرًا إلى أن حرمة هذا الفضاء لم تعد تحظى بالاحترام اللائق، لا من بعض الطلبة ولا من بعض الأطر المشرفة، حيث صارت تُنظَّم داخله أنشطة تفتقد للجدية والرؤية، وتُبرَّر تحت شعارات الحداثة والانفتاح، بينما في جوهرها تبتعد عن الرسالة التعليمية والتكوينية للمؤسسة الجامعية.

وتوقّف المتحدث عند ما اعتبره ذروة العبث، حين أشار إلى ما أسماه “الاحتفال بالشيخات” داخل حرم إحدى الجامعات، معبّرًا عن صدمته من هذا “التحول الرمزي”، الذي يرى فيه خيانة للهوية الفكرية للجامعة المغربية، وإفراغًا لها من بعدها العلمي والثقافي.

ودعا الدكتور عبيبو إلى إعادة ضبط البوصلة داخل الجامعات، والرجوع إلى جوهرها الحقيقي، باعتبارها مؤسسات لإنتاج المعرفة وتكوين النخبة، لا فضاءات للفرجة والتسويق للابتذال. كما شدّد على ضرورة تحصين الحرم الجامعي بالقيم الأكاديمية، واحترام خصوصيته الفكرية والتربوية.

موقف الدكتور عبيبو يأتي في سياق ردود فعل متزايدة من عدد من الفاعلين التربويين والثقافيين، الذين عبّروا بدورهم عن قلقهم من تراجع منسوب الجدية في بعض الأنشطة الجامعية، مطالبين بوضع حد لـ”ثقافة التسلية” التي بدأت تَغزو الحقل الجامعي على حساب الفكر والعلم.