في الخامس من يوليوز 2025، ومع حلول اليوم العالمي للتعاونيات، لم تكن وزان مجرد مدينة تحتفي بذكرى عالمية، بل كانت منارة تستعرض تجربة فريدة في ترسيخ أسس الاقتصاد التضامني. تحت شعار “الاقتصاد التضامني: دعامة أساسية للتنمية الشاملة”، أثبتت التعاونيات في هذا الإقليم أنها ليست مجرد تكتلات اقتصادية، بل هي قلب نابض يضخ الحياة في شرايين التنمية البشرية المستدامة، مقدمةً نماذج مبتكرة للمبادرات الإنتاجية والخدماتية التي تزرع الأمل وتخلق فرصاً جديدة، خاصة للفئات الأكثر احتياجاً.
تجسيدًا لهذا الدور المحوري، تجاوزت التعاونيات في وزان مهمتها التقليدية لتصبح محركاً أساسياً للنشاط الاقتصادي. فمن عمق الفلاحة، مروراً بدقة الحرف اليدوية، وصولاً إلى آفاق السياحة البيئية، تُظهر هذه الكيانات مرونة وتنوعاً لافتين، مساهمةً بفاعلية في امتصاص البطالة وفتح أبواب رزق متعددة. هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة تضافر جهود غير مسبوقة بين السلطات المحلية، والمصالح الحكومية، والمجتمع المدني، لترسم بذلك لوحة متكاملة من التنمية التعاونية.
ولتعزيز هذه الرؤية الطموحة، برزت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) كأحد الركائز الأساسية التي عززت هذا التوجه. ففي مرحلتها الثالثة، خصصت المبادرة برنامجاً استراتيجياً يستهدف تحسين الدخل ودمج الشباب في النسيج الاقتصادي عبر دعم المشاريع المستدامة. الأرقام تتحدث عن نفسها بوضوح، 94 مشروعاً تعاونياً تم إنجازه بين عامي 2021 و2024، مولدةً بذلك أكثر من 434 فرصة عمل مباشرة. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي شهادات حية على الأثر الإيجابي والتحولي لهذه المبادرات في النسيج الاجتماعي والاقتصادي لإقليم وزان.
ختامًا لهذه الفعالية، ترسخت قناعة راسخة بأن التعاونيات هي الأداة الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة. الدعوة هنا ليست مجرد مطالبة، بل هي التزام بتعزيز دعم هذا القطاع الواعد، ومضاعفة الجهود من قبل جميع الشركاء. إن الارتقاء بالخدمات الاجتماعية والاقتصادية ليس مجرد هدف، بل هو مسار لضمان مستقبل أفضل لأهالي وزان، في إطار رؤية طموحة تضع الإنسان في صلب كل مساعيها التنموية.
اترك تعليقاً