نور الدين عثمان/ وزان
صحيح أن الإنتحار ظاهرة إنسانية وأسبابه متعددة ومتنوعة يتداخل فيه الجانب النفسي والإجتماعي والإقتصادي وأحيانا قد يكون المناخ له دور كذلك لكنه يبقى احتمال ضعيف جدا.
طبعا أنا لست خبيرا في المجال النفسي أو السوسيولوجي ولم أدعي ذلك يوما، لكن تنامي حالات الإنتحار في إقليم وزان مؤخرا، دفعتني للبحث عن أسباب تنامي هذه الظاهرة وذلك في محاولة لفهم اسبابها .
الإعتقاد السائد حاليا لتنامي ظاهرة الإنتحار بالإقليم، المشاكل النفسية والفقر والتهميش وانتشار المخدرات بكل أنواعها ،لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو أن هذه الآفات كانت متواجدة منذ سنوات طويلة وليست وليدة اليوم حتى نقول ان هذه العوامل هي سبب تنامي حالات الإنتحار، إذن يجب أن نبحث أكثر عن أسباب تنامي هذه الظاهرة التي تنخر الإقليم حاليا، وأن يمتد البحث إلى أسباب وعوامل أخرى
لكن قبل الخوض في الموضوع، لابد من التأكيد مجددا أنني لست خبيرا في المجال ،لكنني أعتمد فقط على معطيات ميدانية وتجارب شخصية سبق أن تعاملت معها ومعلومات حصلت عليها من طرف بعض الأصدقاء الذين أثق فيهم، طبعا مع المقارنة والتحليل والتمحيص في محاولة لفهم الأسباب.
قبل سنة تلقيت اتصالا من شخص لا أعرفه وكانت الساعة تتجاوز منتصف الليل بقليل، أخبرني المتصل أنه يريد أن يتحدث معي في موضوع شخصي يخصه، وأضاف أنه إلتجأ لي لأنه يثق بي رغم أننا لا نعرف بعضنا البعض عن قرب، أخبرته أن الوقت متأخر الآن ويمنكه الإتصال بي غدا، لكن ذلك الشخص لم يترك لي مجال لإقناعه ،فكان رده حاسما، إما أن تستمع لي الآن، أو غدا عليك أن تكتب عن حالة انتحار أخرى بالإقليم ،فلم يبقى أمامي خيار آخر سوى الإستماع له، فكانت القصة بإختصار شديد كالآتي ” … تعرفت على فتاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت في التراسل معها، ذات ليلة طلبت مني تشغيل الكاميرا من أجل التعارف أكثر، لا أعرف كيف وجدت نفسي بدون ملابس وأمارس العادة السرية وتصوير عضوي الذكري ومناطق أخرى من جسمي، في اليوم التالي تلقيت رسالة من تلك الحساب لكنه هذه المرة شاب يطالبني بمبالغ مالية كبيرة أو أنه سينشر صوري، آنذاك عرفت أنني وقعت في فخ الإبتزاز الإلكتروني …” عموما عملت على تهدئة ذلك الشاب وأسديت له بعض النصائح، وتم تجاوز تلك المعظلة.
لماذا احكي هذه القصة الآن، لأنني علمت من طرف أحد الأصدقاء الذي له تجربة طويلة في العمل الجمعوي، أنه سبق أن تعامل مع شكايات تتعلق بالإبتزاز الجنسي الإلكتروني ، وأن هناك حالات كثيرة بالإقليم سقطت في فخ الإبتزاز خصوصا بالعالم القروي ولا تستطيع البوح بذلك وخوفا من الفضيحة والعار، وبالتالي الخيار الصعب…….
قد يكون هذا سبب قوي في تنامي ظاهرة الإنتحار وقد يكون لا، لكن وبما أن المناسبة شرط، فمن واجبي تحذير المواطنين وخصوصا الشباب من السقوط في هذا الفخ السحيق، وأحذرهم من أي تواصل مع أي شخص لا تربطهم به علاقة، وألا يتم فتح كاميرا الهاتف للأغيار تحت أي ظرف كان، والإمتناع عن إرسال صورهم الشخصية والحميمية أو التي تظهر مفاتن الإنسان ومناطق حساسة من جسمه لأي شخص كان قريبا أو بعيدا.
هناك عصابة تنتحل صفة الفتيات وتتلاعب بالصورة والفيديو وتجعلك تعتقد أنك في تواصل مع فتاة لكن في الواقع يجد الشخص نفسه يتعرى أمام رجل ،ومن ثم تصويره وإبتزازه، آنذاك يدخل الإنسان في مأساة حقيقية قد تنتهي بكارثة، لهذا انصح الشباب بعدم الثقة بأي شخص وأن يبتعد عن تلك الشهوات الجنسية الحيوانية التي قد تقود إلى مصيبة.
أكرر مجددا أنني لست خبيرا، ولم أعتمد على معطيات علمية في تحليل الظاهرة، لكنني أعتمد فقط على التجارب الميدانية وخبرات السنين، لكن أدعوا كل المهتمين بدراسة علاقة الإبتزاز الجنسي بالإنتحار.
اترك تعليقاً